اكزيما الأطفال التأتبية
وتسمى ايضا بالإكزيما الطفولية التأتبية وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض تصيب عدة أجهزة في الجسم خاصة الجلد في صورة اكزيما الأطفال او الارتكاريا والجهاز التنفسي في صورة مرض الربو والأنف في صورة حساسية الأنف .
في البحرين حوالي 10% من الاطفال مصابين بالاكزيما وجفاف البشرة. من اسباب الاصابة بالاكزيما: 1- العامل الوراثي 2- جفاف الجلد: ناتج عن خلل في تكوين حاجز البشرةوبسبب نقص الفيلاغرين.
تظهر اكزيما الأطفال في عدة صور حسب العمر:
1- إكزيما الأطفال الرضع حيث تبدأ في أول ستة أشهر من العمر بظهور احمرار وتقشر على الوجنتين والوجه ، ويبدأ الرضيع عادة بحك المناطق المصابة في حوالي الشهر الثالث أو الرابع، وفي الشهر السادس والسابع فان الإكزيما تنتقل إلى حول الكوعين وعلى الركبتين
2- اكزيما ألأطفال وتبدأ بعد السنتين الأولى من العمر بظهور البقع الحمراء ولكن في مناطق ثنايا الجسم الخارجية مثل خلف الركب وأمام الأكواع والوجه .
3- اكزيما البالغين عادة تتقلص الأعراض إلى اكزيما في اليد خاصة في مناطق ظهر اليد والأصابع كما يمكن أن تظهر في صورة اكزيما الجفون والتي كثيراً ما تصيب الجفن الأعلى مسببة حكة مزعجة أو اكزيما قرصية في الرجلين والجسم.
حوالي30% من مرضى الاكزيما قد يصابون بمرض الربو وحوالي 30% يصابون بحساسية الانف. ونسبة بسيطة تصاب بالحساسية التماسية من مادة اللاتكس latex
يعتمد تشخيص اكزيما الأطفال بشكل رئيسي على تاريخ المرض والفحص السريري ونادراً يحتاج الطبيب الى فحوصات دم او اخذ عينة من الجلد.
هناك عدة عوامل قد تزيد من تهيج الجلد مثل الصابون والمنظفات الكيمائية ولبس الصوف والاستيطان البكتيري في الجلد المصاب.هناك بعض الاعتقادت بين الناس بان الاكزيما معدية باللمس وان الطعام له دور في الاصابة بها ولكن الدراسات الحديثة اثبتت ان الاكزيما ليس مرضاً معدياً ولا توجد علاقة واضحة بين الاكل والمرض ولكن مرض الاكزيما معرضين للاصابة بحساسية الطعام مثل المكسرات والبيض والسمك والتي تظهر بشكل ارتكاريا بقع حمراء مرتفعة تختفي بعد عدة ساعات ولا تترك اثرا في الجلد. وننصح بان يأكل المريض أكلا صحيا متزنا غني بالخضروات والفواكه ويشرب 8 اكواب من الماء يوميا واذا كان مصابا بحساسية من الطعام فليتجنب تلك الاطعمة بعد استشارة الطبيب.
قد تؤدي الاكزيما الشديدة الى ضعف التحصيل الدراسي ومشاكل واضطرابات نفسية اذ ان قلة النوم عند الطفل قد تؤدي الى تعبه في الصباح وقلة التركيز وعلاج الاكزيما قد يحسن من حالته النفسية والدراسية.ويساعده على النوم المريح
من اهم الطرق في العلاج هي العناية بالبشرة وذلك بترطيبها المستمر وتقليل استخدام الصابون في السباحة واستخدام انوع مرطبة وخاصة بابشرة الحساسة. عدم استخدام الليفة لفرك الجسم واستخدام ماء معتدل الحرارة وتجنب الماء شديد السخونة.
تجنب لبس الصوف واستبداله بالملابس القطنية الناعمة حيث ان الصوف قد يهيج الجلد. قص اظافر الطفل اسبوعيا لتجنب ان يخدش بشرته عندما يحك ويتسبب في انتانات بكتيرية.
العلاجات الموضعية في حالات الاكزيما تتراوح بين كريمات الكورتيزون والمضادات الحيوية. ويجب استخدامها بطريقة صحيحة وتحت اشراف طبي. عادة يختار الطبيب الكريمات التي تناسب عمر المريض ومكان الاصابة.
يتم وصف مضادات الهستامين لتخفيف الحكة والمساعدة على النوم
من احدث الادوية مرهم التاكروليمس الذي يستخدم كبديل للكورتيزون ولكن يعيبه غلاء سعره.
وللحالات الشديدة جداً التي لا تستجيب للكريمات الموضعية أو تؤثر على مساحة واسعة من الجسم فهناك العلاج الضوئي: أشعة (ب) مرتين في الاسبوع لمدة 3 شهور على الاقل أو استخدام الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيزون والسيكلوسبورين حسب ما يناسب حالة المريض. أو المضادات الحيوية لفترة اسابيع لعلاج الاستيطان البكتيري
في حالات الالتهابات البكتيرية المتكررة قد يصف الطبيب حمام الكلوركس حيث يملأ بانيو حوض الإستحمام بـ ١٥٠ لتر من الماء ويوضع ١٢٥ ملي لتر من الكلوركس ويتم وضع الطفل لمدة 5 دقائق مرتين في الاسبوع واثبتت بعض الدراسات الحديثة فعالية هذه الطريقة مع الاهتمام بالعلاج الموضعي حسب وصفة الطبيب.
أغلب المرضى تتحسن حالتهم بصورة مرضية حينما يكبرون حيث تتحسن الاكزيما بصورة كيبرة في نصف الحالات منهم بسن العاشرة ومعظم حالات الاكزيما تتحول الى جفاف بسيط في الجلد أو اكزيما بسيطة جدا بسن 18 سنة.
ختاماً الاكزيما مرض مزمن يتطلب عناية خاصة بالبشرة وترطيبها الدائم والابتعاد عن المهيجات وهناك دراسات متعددة لاكتشاف ادوية جديدة من ضمنها الادوية البيولوجية قد تعيد الامل لمرضى الاكزيما في المستقبل القريب.
الدكتور حسين جمعه